Traderx: التداول العالي التكرار High-Frequency Trading

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

التداول العالي التكرار High-Frequency Trading


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد صل الله عليه وسلم


الأجهزة الخاصة بالتداول العالي التكرار


العملية التقليدية للتداول كانت قائمة على تحديد القيمة العادلة, حيث يقوم المحللين بالتنقيب والبحث في تقارير الأرباح للشركات وتحديد ما إذا كان السهم جيد للشراء أو البيع. وكانت هذه العملية شاقه ومجهده لتوقع الأرباح والنمو المستقبلي للشركة. 

وفي 1980 أدرك المبتكرين الماليين حدود القدرات العقلية والجسدية للبشر في عملية التداول, وأنه بالإمكان الإستفادة من أجهزة الحاسب الآلي للقيام بعملية التداول عن البشر إستناداً إلى مجموعة من التعليمات المحددة (الخوارزميات) وتحقيق أموال طائلة بإستغلال سرعة أجهزة الحاسب الآلي. وإستطاع المصرفيين البارعين توظيف هذه التقنية لتحقيق الأرباح بغض النظر عن حركة السوق.

التداول العالي التكرار High-Frequency Trading إختصاراً HFT  يتجاهل النظر إلى أرباح الشركات أو هل الشركة ستحقق نمو السنة القادمة أو حتى هل سيهبط سعر السهم أو يصعد. مثلاً فهو يقوم على شراء سهم عند 30.50 $ وبيعه في أقل من جزء من الثانية بـ 30.51$ القرش المحقق هو الربح في كل سهم. ولكي يحقق أصحاب هذا النوع من البرمجيات الربح فهم يتداولوا بسيولة عالية تصل إلى مليارات الدولارات.


نسبة تداول هذه البرمجيات من إجمالي بورصة نيويورك



 وفي المعدل هذه البرمجيات تحتفظ بالسهم 3 أجزاء من الثانية-3 دقائق وأحياناً تتم العملية في عمضة عين.
النقطة المهمة في هذا النوع من البرمجيات السرعة وكلما كانت السيرفرات الخاصة بها قريبه من البورصة كلما كانت حظوظها أكبر في تحقيق الأرباح بشكل أسرع من البقية. وأيضاً يعتمد نجاح هذه البرمجيات على البراعة في تصميمها بحيث يكون لها القدرة على قراءة المستقبل أو ماسيحدث غداً قبل الجميع.
  

نظرياً ليس هناك ضرر من التداول العالي التكرار وبعض الأكاديميين قالوا عنه بأنه يزيد السيولة في السوق ويخفض من التكاليف.ولكن التجارب العملية أثبتت بأن خوارزميات التداول العالي التكرار كانت سبب في إنهيارات رئيسية في الأسواق ومن أشهرها الفلاش كراش في مايو 2010 والذي هبط على إثره مؤشر الداو جونز 998.5 نقطة هي أكبر هبوط خلال يوم واحد في تاريخه.وعاد المؤشر خلال دقائق معدودة لمستوياته السابقة ترليون دولار إختفت من السوق ثم عادت خلال ثواني.


السيرفرات الخاصة بـ HFT

 تقرير اللجنتين المشكلتين في التحقيق وراء الإنهيار ذكرت بأن خوارزميات التداول العالي التكرار بدأت بسرعه في الشراء ثم بيع العقود فيما بينها, ماشكل مايعرف بـ(البطاطا الساخنة) حجم تداول عالي على نفس المركز يتم تمريره ذهاباً وإياباً.

أيضاً الحادثة الشهيرة إنهيار 1987 (الإثنين الأسود) يعتقد أنها كانت نتيجة لمثل هذه النوع من التداولات.

يطالب الكثير من الإقتصاديين والمهتمين بإيقاف مثل هذه التداولات لأنها تعتبر غير شرعية وتخول البنوك وكبرى شركات الوساطة لتحقيق أموال طائلة وتتسبب في حدوث أزمات متكرره في الاسواق.

ماذا سيحدث لو تم إستخدام مثل هذه البرمجيات في سوق الأسهم السعودي بعد فتحه للتداول الأجنبي؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق